أين كان الغشمي عندما اغتيل الحمدي؟ ما علاقة فرنسا بمقتل الحمدي؟.. وكيف اغتال صالح الحمدي ولماذا؟(الحلقة الثالثة)
الأحد 16 ديسمبر 2018 الساعة 15:43

بعد أن تناولنا في الحلقة السابقة عن كيفية بدء تنفيذ المؤامرة ، وكيف تم تصفية عبد الله الحمدي, وما هي علاقة السفارة في العمارة بخيانة الحمدي, وما سبب ذهاب إبراهيم الحمدي إلى القاهرة..

واليوم سنتناول باقي مجريات الحوار للعميد الركن / أحمد عبدالله منصر، الذي أجرته معه صحيفة ” 26 سبتمبر ” الأسبوعية، وخرجت منه بثلاثة أجزاء نتناول في جزئها الأول علاقة الزعيم الحمدي بالغشمي وتياره وحادثة الاغتيال ومفاتيح الصندوق الأسود للمعلومات الكاملة عن الجريمة ؛ فإلى حصيلة الحوار التي نشرته صحيفة 26 سبتمبر في عددها الصادر الخميس الماضي 15 نوفمبر 2018م:

اقراء ايضاً :
من: اليمن الآن

شاهد ما شفتش حاجة

ماهي مصادر معلوماتك هذه؟

أنا أؤكد لكم أن علي عبدالله صالح كان موجوداً منذ الصباح ومهيئاً نفسه للإشراف على الإذاعة والتلفزيون والقيادة وقراش الدبابات.. كان موجوداً في صنعاء ، حين يقول لكم أنه لم يكن في القيادة هذا غير صحيح وقد أكد لي ذلك اللواء علي صلاح وقال إن علي عبدالله صالح كان متواجداً في صنعاء من مساء 11 أكتوبر وهو أعد كل شيء.

وهل لديك مصادر معلومات أخرى؟

 نعم ؛ وأناأاكشف لكم عن حقائق تابعتها بنفسي وعشت بعضها بحكم كوني من أقرباء بيت الحمدي بحكم المصاهرة التي بيننا ثم العمل الذي ربطني بالحمدي منذ عام 1971م وعلاقتي بأحمد عامر الذي كلفه محمد خميس بنقل جثة الشهيد الحمدي وأخيه ، وقد أخبرني بالكثير بحكم زمالتنا كدفعة واحدة تخرجنا في نفس اليوم هو من كلية الشرطة وأنا من الكلية الحربية ، ثم عملنا مع بعض هو مديراً للأمن الوطني وأنا كنت مديراً للمؤسسة الاقتصادية العسكرية ، وكنا ساكنين في بيت واحد وكان يحكي لي الكثير من القصص. أما بعض تلك الحقائق فقد حصلت عليها من علي قطينة ونحن معاً.

الحمدي وسالمين

حدثنا عن يوم 11 أكتوبر بالتفصيل يوم اغتيال الزعيم الحمدي ماذا سمعت؟ وماذا عرفت؟

تطورت العلاقات بين سالم ربيع علي والحمدي حتى بلغت هذه العلاقة أوجها بفضل الشهيد عبدالله الحمدي، فقد كان صديقاً حميماً لسالم ربيع علي وكانا زميلين في تعز ، كان عبدالله أول مدير أمن داخلي بتعز وسالمين في الجبهة القومية بتعز وكانت العلاقة بينهما ممتازة وكان سالمين يجمع الكثير من القوميين حوله.

ركز معي على موضوع اغتيال الحمدي.. كيف ومتى تم وضع الخطة؟ ومنهم المنفذون للجريمة؟

 أما كيف فلا علم لي بذلك.. لكن متى فالأمر أعد له أثناء مؤتمر عدم الانحياز في سيرلانكا واشترك فيه الغشمي ومجموعة من الضباط كان يتردد اسم علي عبدالله صالح ضمنهم باستمرار.

الدبابات الفرنسية

كيف؟ هلا وضحت؟!

الذي حصل أن أحمد الغشمي كان مكلفاً بزيارة رسمية عسكرية على رأس وفد عسكري إلى فرنسا لشراء دبابات ، تم تعيين علي قناف زهرة قائداً عليها وقد صمم أحمد الغشمي أن يصطحب معه اثنين ممن تم تصفيتهم في نفس يوم قتل الحمدي وهما عبدالله الحمدي وعلي قناف زهرة.

ورفض الغشمي السفر إلى فرنسا إلا بهما الاثنين إضافة إلى منصور عبدالجليل ، وكان الغشمي يشك في أنه ضمن أصحاب الحمدي وصلوا إلى القاهرة وبقوا يوماً واحداً ترانزيت ثم غادروا إلى فرنسا، لكن الغشمي لم يحضر معهم إلا جلسة واحدة وتركهم وعاد إلى القاهرة.

ولماذا عاد الى القاهرة؟

حسن السحولي الذي كان سفيراً في القاهرة أخبرني حينها أن الغشمي يبيت لشيء. وعاد الغشمي ومعه محمد يحيى الآنسي فقط إلى صنعاء.

الصندوق الأسود

وما دور محمد يحيى الآنسي؟

محمد يحيى الآنسي هو أحد مفاتيح الصندوق الأسود للحقيقة الكاملة وأنصحكم أن تسألوه وستكونون محظوظين، الحقوه قبل أن يموت فقد كان السكرتير الخاص للغشمي وأحد الحاضرين يوم مقتل الحمدي.

إنشاء الله سنسأله لكنه حالياً في ماليزيا.. ماذا عن المفاتيح الأخرى لهذا الصندوق؟!

من الأسماء التي تعتبر مفاتيح الصندوق الأسود لمقتل الحمدي إلى جانب محمد يحيى الآنسي محمد يحيى الحاوري ومحمد أحمد الجنيد وكان حاضراً يوم تنفيذ المؤامرة، وهو الذي أدخل إبراهيم الحمدي إلى بيت الغشمي ، وصل الاثنان معاً ، الحقوه قبل أن يموت ومنهم أيضاً محمد النزيلي السكرتير الخاص للشهيد إبراهيم الحمدي وكان لا يفارقه إلا يوم الحادثة.

وهل ما يزال النزيلي عائشاً؟

 نعم وهو في المحويت لديه فندق هناك وهو رجل ثري وحالته سابرة.

العائلة

*من من الشخصيات المهمة غير الذي ذكرت؟!

 محمد أحمد الحمدي وصفية محمد الحمدي إخوة الشهيد إبراهيم الحمدي وكذلك السائق عبدالرزاق طامش الذي قام بتوصيل الزعيم الحمدي إلى منزل الغشمي بسيارة صفية أخته.

برأيك من وراء فكرة المجيء بالفرنسيتين بهدف التشويه؟

 هذا كان نتيجة الزيارة التي قام بها الغشمي لفرنسا وعودته السريعة بغير الطاقم الذي ذهب به ، لقد عاد بمجموعة من المتآمرين منهم شاهر عبدالحق وهو أحد ركائز المؤامرة وقد كان حاقداً على الحمدي بسبب فندق سبأ.. والقصة أنه أول ما جاء شاهر عبدالحق تكفل ببناء فندق سبأ للرئيس السلال وظل البناء غير مكتمل حتى جاء الرئيس الحمدي فحاسبه واحتجزه لأن تكليف السلال ببناء الفندق مُنحت الكثير من الامتيازات والإعفاءات من الرسم الجمركية فاحتجزه الرئيس إبراهيم الحمدي ، وقال له :" إما تكمل بناء الفندق أو تسلم المشروع لغيرك ونحملك الغرامة للتأخير".. ولم يتركه حتى تم بناء الفندق.. وشاهر عبدالحق كان عميلاً لإسرائيل واستخدام النساء إحدى وسائل الموساد الإسرائيلي.

بالوثائق

أكيد فقد عثرنا على مجموعة رسائل لعلي عبدالله صالح تتضمن فضائح وشجار على حاجات نترفع عن نشرها وقد وصلتنا رسالة من أنصار الله عبارة عن برقية عثروا عليها في القمامة يوم اقتحام المنزل شاء الله أن لا ينالها الإتلاف والحريق الذي قام به قبل وصول أنصار الله إليها مضمون الرسالة البرقية تنص في رسالة من الخارجية السعودية إلى الهديان بالاعتناء والاهتمام بعلي عبدالله صالح قائلين أنه رجلهم وأنه شريك في قتل الحمدي مع آل الغشمي؟

 نعم هذه الرسالة اطلعت عليها عند مجاهد القهالي وهو الذي شجعني على الحديث.

11 أكتوبر 77

إذن ما الذي تخشاه أخبرنا بالتفصيل ماذا حدث يوم 11 أكتوبر 1977م التاسعة صباحاً؟

 قبلها تذكرت قصة لكن أتحاشى أيضاً عن ذكرها ، تتعلق بالفرنسيات أيضاً ولها صلة بالاستخبارات السعودية ومستشار الملك فيصل للجنة الخاصة باليمن وصالح الهديان وإحدى النساء التي وظفتها الاستخبارات السعودية كجاسوسة في اليمن.. ولن أضيف الكثير اسألوا عنها محسن اليوسفي وزير الداخلية الأسبق فقد كان لها علاقة مع الهديان.

هل تظن أن ثمة سبباً شخصياً وثأرياً دفع صالح الهديان إلى العزم على تصفية الحمدي وتشويه سمعته بالفرنسيات؟

 أظن هذا أحد الأسباب لكن هناك أسباب أهم تتعلق بكاريزما الرئيس الحمدي وصفاته القيادية التي تأبى أن يسيره آل سعود، ويديرونه كما يريدون

متعلقات
X