وسط استغلال سيئ وآمال أممية.. هل ينجح فيروس كورونا في إنهاء حرب اليمن؟! (تقرير خاص)
السبت 6 يونيو 2020 الساعة 01:07

انتشر وباء فيروس كورونا المستجد بشكل كبير في اليمن التي تشتعل فيها الحروب منذ ست سنوات، وبدا كما لو أنه سيكون لما يجري الآن تغييرا في مسار السلام المتعثر في البلاد برغم الجهود الكثيرة التي بُذلت في سبيل ذلك.

حتى الآن، نلاحظ أن أغلب جبهات القتال توقفت، سواء في شمال اليمن، أو في الجنوب الذي يشهد معارك متقطعة بين الحكومة اليمنية وما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

اقراء ايضاً :
من: اليمن الآن

لكن ذلك لم يمنع اندلاع معارك بين حين وآخر سواء في الشمال أو الجنوب، وهو الأمر الذي جعل المواطن اليمني يشعر بالاستياء من تسابق الجميع على السلطات وتركه يواجه الموت وحيدا.

وأدى انتشار كورونا في اليمن إلى وفاة عدد من قيادات مليشيات الحوثي بينهم عبدالملك القارة، وشفيع ناشر، إضافة إصافة إلى إصابة آخرين منهم بالفيروس، وذات الأمر يحدث في جنوب البلاد.

آ 

فُرص السلام

طوال السنوات الماضية تم عقد مفاوضات عديدة برعاية دولية وإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن فشلت برغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، وتزايدت الدعوات للسلام مع بدء تفشي وباء كورونا في دول عديدة.

وكما يبدو للمحلل السياسي ياسين التميمي، فإن كورونا يترك آثارا عميقة في الواقع، ويؤثر بعمق في قدرة الجماعات المسلحة على السيطرة وفرض النفوذ، خصوصاً وأنه، يمتلك قدرة تفوق الحرب نفسها في الفتك والقتل وحصد الأرواح دون تمييز بين القوي والضعيف والمحصن بأسوار منيعة وغير المحصن.

وبذلك ظهرت الجماعات المسلحة عاجزة أكثر من أي وقت مضى، على تقديم الحلول والادعاء بأنها إلى جانب الناس، وفق التميمي في حديثه مع “اليمن نت”.

وقال: “كان المعول أن يحسم التفوق العسكري هذه الحرب، لكن حرب كورونا يبدو أنه يمتلك قدرات أكبر على الحسم”، لكن برغم ذلك فالتميمي يؤكد أنه لا يمكن الرهان على المواقف الأخلاقية للجماعات المسلحة من الحوثيين إلى المجلس الانتقالي.

مبررا ذلك بذكره أن تلك الأطراف، ستبقى تراهن على ما تبقى لديها من قوة على فرض النفوذ، ولن تذهب إلى تنازلات سياسية تسمح بمواجهة كفؤة لجائحة كورونا، إلا في حال استشرى هذا الوباء في صفوف مقاتلي الجماعات المسلحة، وهذا هو التفسير وراء العزل الذي تمارسه ميلشيات الحوثي للجبهات وحرصها على عدم زيارتها أو التواصل المادي بين المقاتلين وأهاليهم.

كما يتوقع التميمي أن يشجع استشراء الوباء في ظل عجز اليمن على مواجهته، أطرافاً دولية على القيام بتحرك وممارسة الضغوط لحمل الأطراف على القبول بالسلام، لكن تبقى العقدة في نوع السلام الذي سوف يفرض إذا ما قدر للمجتمع الدولي بالفعل أن يضغط خصوصاً على التحالف السعودي الإماراتي، لأن أخطر أنوع الحلول هي تلك التي تمنع الجماعات المسلحة بالأجندات الطائفية والمناطقية من فرض خياراتها السياسية، بحسب تعبيره.

آ 

استثمار سيء لكورونا

برغم أن فيروس كورونا تعاني منه مختلف دول العالم، إلا أن الأمر مختلفا في اليمن، فقد عملت مليشيات الحوثي على التكتم بشكل كبير، وتسييس الأمر، وهو ما فاقم الوضع خاصة في مناطق سيطرتها ويذهب ضحيته عشرات المواطنين بشكل يومي. فضلا عن الضرائب التي تفرض على المواطنين للسماح لهم بالتنقل بين المحافظات.

في صعيد ذلك، يفيد الصحافي عمار زعبل أنه لا يخفى على أحد أن جائحة كورونا أو حتى الحميات والأوبئة الأخرى، زادت من الوضع الكارثي الذي تعيشه اليمن، وعمقت من حالة الخوف والقلق لدى اليمنيين، فمن لم تقتله الحرب فتكت به تلك الأمراض.

والمخيف من وجهة نظره في تصريحه لـ”اليمن نت” أن أطرافا عدة ومنها جماعة الحوثي أرادت استثمار الفيروس سياسيا غير آبهة بالمواطنين ممن يحصدهم الفيروس، فكانت الزيادة بأعداد المصابين والموتى معا، وهو الأمر الذي عمق أيضا حالة الانقسام فاليوم المتنقل بين المحافظات ضيق عليه بسبب الفيروس أيضا وهو ما يحتاج إلى تدخل.

ويتنقد زعبل ترك اليمنيون يواجهون مصيرهم، دون أن نسمع إلى اليوم أن هناك تحركا جادا مثلا من التحالف العربي لإنقاذهم، واكتفاء الأمم المتحدة عبر مبعوثها بوضع مبادرات فقط، بينما تستعر الحرب وتفتح جبهات جديدة خصوصا وأن الانتقالي الجنوبي اتجه عسكريا، تاركا الناس في عدن -مثلا- تموت وكأن الأمر لا يعنيه.

مشيرا إلى أن السعودية تتغنى بجهود مركز الملك سلمان الذي لا يمكن أن يستطيع بمفرده، مكافحة الوباء، بينما يظل مستقبل اليمنيين مجهولا وقاتما بعد أن أصبح أداة من أدوات الحرب.

ووصل حتى اليوم عدد الإصابات بكورونا في اليمن إلى 323، أما الوفيات فهي 80، لكن الأرقام أكبر من ذلك بكثير على أرض الواقع، وذلك بسبب عدم توفر الفحوصات الكافية للكشف عن الحالات

متعلقات
X