أخصائية يمنية توضح متى يصبح عسر الهضم مرضاً خطيراً
الجمعة 9 يوليو 2021 الساعة 01:09

وهنا تؤكد اخصائية الباطنية الدكتورة أشواق القاضي أن هناك أسبابا كثيرة ومختلفة قد تكون وراء الاصابة بهذا المرض موضحة في حديثها -لـ المجلة الطبية- أن عسر الهضم قد يكون مجرد أحد الأعراض لمرض آخر.
وأفادت القاضي -في حديثها لـ المجلة الطبية- بأن عسر الهضم قد يكون ناتجا عن حالة نفسية, مبينة أعراض وطرق التعامل مع المرض ومتى تصبح استشارة المختص ضرورة.

هل عسر الهضم مرض أم مجرد عرض لمرض آخر؟
لا يعتبر عسر الهضم مرضا بذاته ولكنه قد يكون عرضا لمرض آخر في الجهاز الهضمي أو دلالة لإصابة في جهاز القلب الوعائي أو بسبب استخدام بعض الأدوية – كعرض جانبي للاستخدام الدوائي، وعسر الهضم أو سوء الهضم تسمية تصف الحالة الشعورية بعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن  والشعور بالامتلاء بعد فترة قصيرة من تناول الطعام.
ماهي أعراض الإصابة بعسر الهضم؟
قد يشعر الأشخاص -الذين يواجهون بشكل متكرر عسر الهضم- بأعراض متشابهة كالشبع المبكر أثناء تناول الوجبة الغذائية قبل الانتهاء من تناولها.. أيضا الشعور بامتلاء مزعج بعد تناول الوجبة الغذائية و استمراره  لفترة أكثر مما ينبغي. بالاضافة الى الشعور بألم –يختلف في حدته – أسفل عظمة الصدر والمتعارف عليه شعبيا بـ( بفم المعدة ) مصحوبا بحرقة شديدة  وانتفاخات في الجزء العلوي للبطن  ناتجة عن تراكم الغازات مسببة  الضيق والحرج.
متى ينبغي عليك زيارة الطبيب المختص؟
زيارة الطبيب أمر هام عند الشعور بأي ألم خاصة في حال تكرر حدوثه، لكن في ما يتعلق بعسر الهضم.. يصبح من المهم جدا زيارة الطبيب المختص عندما يشعر المريض بفقدان غير مقصود وملحوظ في الوزن. أو فقدان الشهية؛ فهذه تعتبر إشارة مبكرة في معظم الأحيان و دلالة على وجود ورم خفي في جدار المعدة.
أيضا في حال حدوث القيء المتكرر أو القيء المحتوي على الدم ، فغالبا ما تكون هذه علامات وجود نزيف في المسالك الهضمية العلوية.. أو اضطرابات  حركية في الجزء المتصل للمعدة والمريء, والتي تستلزم غالبا تنظيرا فوقيا للمرئي والمعدة ورؤية أخصائي لمتابعة الأمر.
كما يجب على المريض أن يستشير الطبيب المختص في حال أصبح يشعر بتعب وضعف غير مفسر لأنه قد يكون هناك فقر دم.. وفي حال كان هناك ألم في الصدر عند بذل مجهود او التوتر، أيضا في حال أصبح لون البراز أسود قاتم. فهذه علامة مهمة ودلالة مباشرة على وجود نزيف سفلي في مسالك الجهاز الهضمي, وغالبا ما يكون ناتجا عن البواسير أو أورام القولون
وتصبح الحالة طارئة و تستلزم العناية الطبية أذا كان عسر الهضم  مصاحبا لضيق في التنفس أو لتعرق أو ألم في الصدر ممتد إلى الفك أو الرقبة أو الذراع.. فهذه العلامات قد تشير لاحتمالية كبيرة لحصول افتقار احتشائي مبكر في عضلة القلب والذي يتطلب عناية فائقة لتدارك مخاطر احتشاء عضلة القلب مبكرا .
 
ما هي الأسباب والسلوكيات التي تؤدي للإصابة بعسر الهضم؟
هناك أسباب كثيرة منها الإفراط في تناول الطعام أو تناول وجبات دهنية وغير صحية.. والإفراط في تناول البهارات والتوابل والشطة  الحارة والمخللات.
كما أن حصول الجسم على  قدر كبير من مادة الكافين الموجود في القهوة أو الكحوليات أو الشوكولاتة.. أو المشروبات الغازية قد تتسبب في الإصابة بعسر الهضم.
ويُعَدّ التدخين أحد الأسباب باعتبار مادة التبغ سببا في فقدان ارتباط الحديد بالدم, مما ينتج عنه فقر دم.. وسوء أداء الوظائف الهضمية نتيجة قلة الإمداد الوعائي للجهاز الهضمي، وقد يصاب الشخص بسوء الهضم.. نتيجة لاستخدامه بعض المكملات الغذائية والحديد وبعض المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب غير الستيرودية.
أيضا قد لا تكون الإصابة ناتجة عن حصول الجسم على مادة حسية عبر الشراب والطعام والهواء، إذ يمكن أن تلعب الحالة النفسية دورا في الإصابة.. إذ يعد التوتر والشعور بالقلق والخوف من أهم الأسباب الخفية للإصابة بالعسر الهضمي .
 
ماهي أمراض الجهاز الهضمي التي قد تتسبب في عسر الهضم؟
كثيرة هي الأمراض التي يكون عسر الهضم أحد أعراضها أو نتائجها منها التهابات المعدة – مهما كانت أسباب الالتهاب.. وغالبا بسبب عدوى جرثومة المعدة ، القرح الهضمية.. حصوات المرارة وانسداد قناة الصفراء، التهابات البنكرياس، انسداد الأمعاء وحدوث الفتق الحجابي ( عندما ينتفخ جزء من المعدة داخل الصدر ).
أيضا الإمساك والذي قد يكون بسبب خمول حركي للأمعاء أو نقص تروية الأمعاء في الدم نتيجة الإصابة بدفق الدم المنخفض.. والذي كما أسلفنا الذكر يكون نتيجة حتمية لاحتشاء عضلة القلب في حال إهمال العرض مبكرا والتغاضي عنه واعتباره سوء هضم وفرط حمضية عادي. بالإضافة إلى سرطان المعدة, خاصة إذا كان مصحوبا بهزال شديد وفقدان الوزن والشهية.
ما هو عسر الهضم غير القرحي  ؟
هذا النوع يحدث عند تعذر الارتخاء نتيجة  اضطراب تقل فيه التقلصات المنتظمة للمريء إلى حد كبير ولا تسترخي عضلة المريء السفلية بشكل طبيعي. فحيث تتأخر المعدة في تفريغ محتوياتها و يبقى الطعام في المعدة لفترة زمنية طويلة وبشكل غير طبيعي.. وقد يحدث التفريغ المتأخر نتيجة اضطرابات متعددة مثل داء السكري واضطرابات النسيج الضام أو اضطرابات عصبية تؤثر في الجهاز العصبي للجهاز الهضمي عادة.
ما هي السلوكيات التي تساعد في علاج عسر الهضم ؟
علاج عسر الهضم يعتمد على سبب و شدة الأعراض , إذا كانت الأعراض طفيفة و نادرة الحدوث فمن المحتمل إدخال بعض التغيرات على نمط الحياة لعلاجه.. مثلا كاستهلاك كميات قليلة من الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهون والأطعمة قليلة البهارات والتوابل أو الخالية منها وتقليل شرب الكافين والشوكولاتة والابتعاد عن الكحوليات .
وايضا النوم لفترة لا تتعدى سبع الى ثمان ساعات يوميا يحسن من أعراض سوء الهضم و ممارسة الرياضة بشكل منتظم.. والإقلاع عن التدخين من الأساليب المهمة في علاج عسر الهضم.
ماذا عن العلاج الدوائي؟
يتطلب علاج بعض الحالات المتكررة والمتقدمة الرجوع لطبيب مختص ومعرفة السبب الرئيسي للحالة وبيانها ويعطى تباعا لها العلاج المناسب.. غير أنه في أغلب حالات عسر الهضم نتيجة فرط الحموضة يتم وصف مضادات الحموضة بجانب مثبطات مستقبلات البروتون.  والتي قد تساعد أيضا مع علاجات الحموضة في تخفيف حدة ارتجاع المريء المصاحب لبعض الحالات .
كما أن مضادات مستقبلات الهستامين   H2   من الأدوية التي تقلل من مستويات حمض المعدة و لها فعالية و تدوم بشكل أطول من مضادات الحموضة العادية ، بالإضافة إلى منشطات حركة الأمعاء – والتي تكون عبارة عن نوع من معززات حركة الجهاز الهضمي عن طريق زيادة وتيرة التقلصات  والانقباضات ولكن دون تعطيل إيقاعها وهذا النوع من الأدوية يساعد في تفريغ المعدة .
أيضا علاج جرثومة المعدة والأعراض المصاحبة لها، ومضادات الاكتئاب والتي تعطى بحذر شديد وبوصفة طبية من أخصائي وتوصف بجرعات مخففة  لتقليل حدة التوتر والقلق العصبي المؤدي لعسر الهضم.
وأحيانا يصبح تغيير الأدوية المسببة لفرط عسر الهضم واستبدالها بأخرى أقل أعراضا جانبية  هو العلاج.

اقراء ايضاً :
من: اليمن الآن

متعلقات
X